- أعتذر من جميع النساء
فقد اعتزلت الحب
وأرحت قلبي من العناء
وحرمت عيوني من متعة البكاء
أعتذر منكم سيداتي آنساتي
فقد تنازلت عن عرشي
وهجرتُ مضمار المعركة
وأنا بقمة الإباء
****
إلى حبي الأول
أقدم اعتذاري
أيا سيدة راهنت إما الانتحار
أو أن تحتل مضماري
إلى صاحبة الفضل علي
أقدم اعتذاري
أيا سيدة تعلمت الحب على يديها
وقلبت كل مفاهيمي وأفكاري
إلى طفلتي
أقدم اعتذاري
أيا سيدة قابلتها ثلاث مرات
وأبكتني ثلاث مرات
وقاومتها وصرعتني ثلاث مرات
أيا امرأة أتقنت فن إذلالي آلاف المرات
****
أعتذر منكن يا سيداتي الثلاث
فمن أجلكن أعتقت كل النساء
وأحببت وكرهت كل النساء
وحملت على كل النساء
فسحقاً لكل النساء
وعذراً من كل النساء
****
لم تغريني أياً من النساء
فارقصي وتمايلي أمامي
وانثري شعرك على وجهي
واسرحي وامرحي على صدري
لن تلقي مني سوى كثيراً من الازدراء
****
أعتذر من جميع النساء
من المثقفة .. من .. المتثقفة
من المتحررة .. من .. المتسلطة
من المتدينة .. من .. المتهورة
حتى من أمي أعتذر
فهي أيضاً من جنس حواء
****
أعتذر منكن جميعاً
فلم يعد لكنّ علي من سلطان
ولا ببعادكن سأشعر بالحرمان
ولم يعد يعني لي شيئاً الإخلاص أو التفان
حتى انتمائكن مشكوكاً فيه لبني الإنسان
****
أعتذر من كل أجزاء النساء
من فكرها من خلقها
من عينها من رمشها
من نهدها من دمعتها
من ابتسامتها من شامتها
فلم يبقوا بالنسبة لي
سوى كومة لحم مجبولة بالنكران
****
أعتذر منكن جميعاً
فكلكن سواسية
متعجرفات ... مستبدات
متنكرات ... ناكرات
كذئب اختبأ بين الماشية
أو ملك بنى عرشه على جثث الحاشية
كأنتن ... نعم أنتن ...
فلا يشبه النساء إلا النساء
****
أعتذر من الأنا
ومن عقلي ومن قلبي
فدروس الألم ستعلمك بعض الرجولة والعنفوان
وليال سهرتها ستحببك بالحرمان
ودموع انهمرت
ستطفأ نار عاشق ولهان
أعتذر من نفسي
فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان
****
حتى الأنوثة أعتذر منها
يا من لآخر لحظة أحبها
فلم يعد في عالمي وجوداً لها
إلا في أنثى العنكبوت
وما أصدقها من أنثى
بعد أن يتم الذكر مهمته
تطلق عليه حقدها ونارها
وكم جريئة أنثى العنكبوت
فهي تعرف ما عليها وما لها
وكم أحمق ذكر العنكبوت
يقدم روحه وجسده فداء لها
****
دمت يا أنثى العنكبوت
مثالاً للأنوثة يحتذى بها
وفقط لها ودون غيرها
اقدم إجلالي وإكباري لجرأتها
****
شكراً لأنثى العنكبوت
يا من اختزلتِ الأنوثة
في أصدق صورها
وكنتِ خير وصفِ لها ..
شكراً لأنثى العنكبوت
كل الشكر لها ...!.