كلام تكتيكي : أنت أسم علي مسمى يا مارادونا !

محمود مصطفي مـاهر
--------------------------------------------------------------------------------
من أول نظرة أري فيها لاعب ما أشعر بأنه لا يصح أن يلعب إلا في مركز ما ولا يتم إستخدامه إلا في هذا المكان ، فكثيراً أري مهاجمين قصار القامة لا يصح أن يلعبوا في مركز الهجوم بتاتاً ، و أقصي شئ سيتألقوا فيه مركز صانع الألعاب او الجناح الأيمن او الأيسر !
و أحياناً أتابع مدافعين قصار القامة مثل كانافارو ، لكنه قوي جداً ، أري أن المدافع يجب أن يكون قوي و سريع في الإنقضاض علي الخصوم !
لهذا عندما أتابع أختبارات الأندية للاعبين الشبان و الناشئين ، ألاحظ أن المدرب يركز علي أجساد اللاعبين ، فمثلا ً الفريق يحتاج للاعب طول و صاحب مهارة فردية مثل ( إبراهيموفيتش ) تجد المدرب يركز علي كل اللاعبين اصحاب الطول الفارع حتي يقع أختياره علي لاعب معين .
أثناء متابعة بعض المباريات الأوروبية نلاحظ أن مهاجم مثل ( بيتر كروتش - الإنجليزي ) و ( يان كولر - التشيكي )لا يستحقا أن يلعبا كرة قدم من الأساس، بل يجب أن يذهبا للعب كرة السلة في دوري ال NBA ..
أما الوحش البرازيلي خوليو بابتيستا فهذا يجب يتعلم كيف تلعب الراكبي ، و معه جاتوزو لاعب الميلان ويذكر أن والد الأخير كان لاعباً للعبة العمالقة الراكبي !!
فهنا نقف و نقول /
كريستيانو رونالدو جناح أيمن نموزجي ..
دافيد بيكهام جناح أيمن نموزجي ..
نستلروي رأس حربة نموزجي ..
رؤاول مهاجم نموزجي ..
ماكاليلي خط وسط دفاعي نموزجي ..
محمد ديارا لاعب وسط دفاعي نموزجي ..
فرانك لامبارد و بالاك الالماني نموزجيين بمراكزهم بارتكاز وسط الملعب ..
رونالدينيو صانع ألعاب نموزجي جداً جدا ً .. الأمر نفسه يخص زيدان و ريكيلمي .. فعندما تري ريكيلمي يلعب مهاجم .. تشعر بالأشمئزاز من المدرب الذي دفاعه لهذا المركز .. فتنعت المدرب بأسوأ العبارات التهكمية !
هذا ما فعله ريكارد مدرب برشلونة في مباراة ليفربول و برشلونة بالكامب نو و بمباراة برشلونة و إشبيلية بملعب الأخير بالأسابيع الماضية ، فخسر رونالدينيو رونقه و أصبح معدوم الأهمية بعمق دفاعات الخصوم ، ليخسر البرسا أمام فالنسيا و ليفربول و إشبيلية !!
فلا يصح أن تلعب بصانع ألعاب مثل رونالدينيو كرأس حربة ، فرونالدينيو ليس طويلا ً و ليس قوياً بما يكفي لكي يتصدي للدفاعات الأوروبية الصلبة خاصة ً الليفربولية الإنجليزية !!
نغلق القوس .. ونبدأ من أول السطر !_________________________

مارادونا ...
أطلق العديد من المحللين أسم مارادونا علي عدة لاعبين أرجنتينيين شبان ، كأورتيجا و ريكيلمي و جايردو و خوان بابلو إيمارو ميسي و ديلا ساندرو و أجويرو و غيرها من المواهب الشابة الأرجنتينية .!
و خرج مارادونا ذات نفسه بتصريحات تؤكد أن رونالدينيو هو خليفته حالياً ، و عند ظهور ميسي علي الساحة العالمية أستضاف مارادنا ميسي في برنامج ليلة الملك رقم 10 ، ليصرح مارادونا أن ليونيل ميسي هو خليفته الشرعي !
هل لنا بوقفة تكتيكية أخري ؟
مميزات مارادونا :

1- سريع
2- قوي
3- مهاراته عالية جداً تمكنه من المرور من خلال 4 مدافعين أو أكثر !!
4- تسديدته اليسارية ممتازة .. تذهب للمقص دائماً .يجيد اللعب بقدمه اليمني ببراعة ..
5- لا يجيد ألعاب الرأس ... بل يجيد كيف يخطف الأهداف بقبضة اليد كما فعل أمام إنجلترا بكأس المكسيك 1986 .
6- مروغاته مبتكرة .. أي لا يجيد أحد تقليدها غالباً ..
7- يجيد اللعب كوسط ملعب مهاجم و لاعب وسط ارتكازي و جناح أيسر و جناح أيمن ..
الفقرة رقم 7 .. شرح تفصيلي :
مارادونا لاعب وسط نموزجي .. يجيد اللعب في كل مكان بوسط الملعب .. فعلو صدره و قوة عضلاته تمنحه الافضلية في السيطرة علي وسط الميدان بطريقة أو بأخري ، فإذا كان الخصم قوي يستخدم مارادونا المهاراة بوسط الملعب ليربط بين الوسط و الهجوم من ثم يقود الفريق للفوز ، و اذا كان الخصم مهارياً بوسط الميدان يستخدم مارادونا قوة جسده التي تميزه عن سائر خلافائه المذكورين أعلاه .
أحرز مارادونا هدف أسطوري بمرمي إنجلترا عندما أنطلق من الجهة اليمني من الملعب ليراوغ 5 لاعبين دفعة واحدة ، ثم يراوغ شيلتون حارس إنجلترا التاريخي و يحرز هدف رائع .. عام 1986 .
بنفس المباراة أحرز مارادونا هدف من داخل منقطة الجزاء بقبضة يده ، و تقمص وقتها دور المهاجم الصريح الذي يشاغب داخل منطقة الجزاء ليتحصل علي ضربة جزاء أو يلتقط كرة حائرة يحرزها هدف .. و استطاع أن يسجل الهدف الشهير باليد .. مهما تكن الطريقة التي احرز بها الهدف المهم أنه حاول أن يلعب بأكثر من مركز بوسط الملعب و نجح ..
عام 1990 تأخرت الأرجنتين أمام إيطاليا 1-0 ، فلعب مارادونا بالجهة اليسري ، ليمرر كرة عرضية نموزجية لكانيجيا ليحرز هدف التعادل التاريخي و بعدها يتكفل مارادونا بقيادة الأرجنتين للفوز بضربات الجزاء الترجيحية ليصل للنهائي أمام ألمانيا و يخسر التانجو 1-0 ... و يبكي مارادونا .
مارادونا بما فعله بتلك المقابلات الشهيرة ، لعب دور كل من ( كريستيانو رونالدو و بول سكولز و رونالدينيو و زيدان )
فهل هناك لاعب حالياً بعالم كرة القدم قادراً علي لعب كل هذه الأدوار في أناً واحد ؟

أتعجب من جماهير كرة القدم في مختلف أرجاء المحروسة عندما يطلقون أسم مارادونا كذا كذا .، علي لاعب أقل ما يقال عنه شبه لاعب أمام الأسطورة مارادونا ..
ففي رومانيا و أوروبا الشرقية أطلق الرومانيون علي ( جورج هاجي ) لقب مارادونا البلقان !

فأين هو من مارادونا ؟
ما معني كلمة مارادونا بالله عليكم ؟ معني كلمة مارادونا أمامكم فقد شرحته لكم بالتفصيل أعلاه ... فهل جورج هاجي به صفات مارادونا ؟
بكل تأكيد لا ..!
اذا تواجدت بشخصيته القيادية زرة مارادونية ، فلا يحق أن نسميه بمارادونا ، لأنه لم يصل لما وصل له مارادونا من حرفية تكتيكية بوسط الميدان أو الهجوم ، فهاجمي مجرد صانع ألعاب و مهاجم ثاني في نادي جراتا سراي سابقاً ، فهو يمتاز بالتسديد المركون و التمرير المتقن .. فقط .. لكنه لا يمتلك الحرفية التهديفية و الحكمة القيادية بوسط الميدان .
لو أتجهنا يميناً قليلا ً سنلاحظ أن التشيكيون جن جنونهم ، عندما أطلقوا علي ( ميلان باروش ) لقب مارادونا أوشترافا !!
لأنه يلعب بنادي أوشترافا ، فأطلق الجمهور عليه هذا اللقب ، في حين سقط ميلان باروش بمنتهي السهولة في يد أضعف الدفاعات بالدوري الإنجليزية و عجز علي أحراز الأهداف ، بخلاف أنه لا يجيد الأنطلاق بالكرة من الخلف للأمام و تمريراته فاشلة ، و جسده لا يليق بلاعب وسط أبداً بل هو مجرد رأس جربة صريح ( مرتزق ) يلعب علي هفوات الخصوم و يستغل تمريرات زملائه الحاسمة ، باروش لم يصنع الفارق و لم يقوم بقيادة فريق بأكمله لأحراز لقب ، فخير دليل فشله بليفربول و فشله بأستون فيلا .. و القادم أسوأ بليون الفرنسي !
أما عن شرق القارة الأوروبية ناحية تركيا ، سنجد مارادونا أسطنبول إيمري بولزوكيو ، اللاعب المشاكس كثير المشاكل حالياً مع نيوكاسل الإنجليزي ، فلا يهدف ولا يمرر و قليلا ً ما يتألق !
قد كان نجم نجوم جراتا سراي و حاز علي لقب أفضل لاعب بتركيا أكثر من مرة ببداية الألفية الجديدة قبل إنتقاله للعب لإنتر ميلانو الإيطالي ، لكن الدوري التركي شئ و الإنجليزي شئ ، ففي الإنجليزي اللياقة هي ما يحكم علي اللاعب في إمكانية إكماله بالبرميرشيب أم لا ، و مارادونا أسطنبول للاسف لا يمتاز بالروح القيادية أو التمريرات الذكية أو حتي التسديدات الصاروخية ، فهو مجرد مراوغ ،
فهل كل مراوغ جيد نطلق عليه مارادونا ؟

تعددت الأسماء و الأوصاف لنجوم اليوم ، فالكل يطلق علي من يجيد التمرير الذكي و الإنطلاق علي طريقة مارادونا ، مارادونا كذا كذا ..
من مارادونا البلقان هاجي لمارادونا أوشترافا ميلان باروش لمارادونا أسطنبول إيمري بولزوكي حتي مارادونا فياريال ريكيلمي و مارادونا برشلونة ميسي الجوهرة ، و مارادونا إنجلترا مايكل اوين حينما أحرز هدفه الشهير بمرمي الأرجنتين 1998 الجميع قارنه بمارادونا ..
مارادونا واحد فقط لن و لم يتكرر .... فلا أدري ما سر تسمية بعض اللاعبين بمارادونا كذا كذا .. شخصياً لا أري أي لاعب وصل بعد لإمكانيات مارادونا الخيالية التي صعب تكرارها بهذا الزمان ..

مشكوووووووووووووووووووووووووووووورررررررررررر